النادي
الأدبي يعقد احتفاله البدائي
في
العام الدراسيّ الحاليّ
إعداد : محمّد عَدنان الهري
دواري
طالب بقسم اللّغة العربيّة
وآدابها بالجامعة
كان من نداء الوقت إقامة جمعيّة عربيّة تُهيِّئُ للطلاب مجالاً واسعًا
لتعلّم اللّغة العربيّة وآدابها؛ فنظرًا إلى ذلك أُسِّس النادي الأدبي التابع
للجامعة الإسلاميّة دارالعلوم / ديوبند ، عام 1384هـ = 1964م، وهو لايزال يقوم
بنشاطاته التعليمية المكثَّفة منذ تأسيسه. والفضلُ في ذلك إنّما يرجع إلى شخصيّة
عبقريّة، صانع التاريخ والرّجال، المربّي الجليل، فضيلة الشيخ وحيد الزّمان
الكيرانوي رحمه الله رحمة واسعة . واصل – رحمه الله – جهودَه وجهاده في شأن نشر اللغة
العربيّة من خلال النّادي هذا، وزوّد طلاّب المدارس الإسلاميّة بالمعارف ممّا
استوقف للتقدير والشكر له.
والنّادي الأدبي يعقد – إلى جانب نشاطاته الأخرى – ثلاث حفلات
لمتعلّمي اللغة العربيّة كلّ عام، فجريًا على عادته المستمرّة عقد احتفاله
البدائي، بعد صلاة العشاء من الليلة المتخلِّلة بين الخميس والجمعة 28/1/1429 و
29/1/ 1429هـ = 7/2/2008 و 8/2/2008م، وذلك في قاعة الحديث التحتانيّة، برئاسة
صاحب السَّماحة الشيخ المقرئ السيِّد محمّد عثمان الموَقر – حفظه الله –
واسْتُهِلّ الاحتفالُ بآي من التنزيل العزيز، ثمّ قَدَّمَ طالبان قصيدةً رائعةً في
مديح النبيّ – عليه ألف ألف تحيَّة وسلام – بأصوات ساحرة، وتلاهما مدير الاحتفال
كاتب هذه السطور الذي قام بالتعريف بالنّادي، ثمّ قُدّم البرنامج الذي كان يحوي
ثلاثَ خُطَب ساحرة، والمحادثتين وما إلى ذلك...!
وكانت
الخطبة الأولى حول موضوع "خدمات الجامعة
في نشر اللّغة العربيّة" أُلْقِيَ
الضوءُ خلالها على أهميّة اللّغة العربية قديمًا وحديثًا، إلى بيان ارْتباطها
بالدين الإسلاميّ، وما لعبتِ الجامعة من الدور المشكور في سبيل نشرها وتعليمها،
بينما كانت الخطبة الثانية حول موضوع "عدوانات
الصهاينة ضدّ فلسطين" قالت الخطبة: إنّ الجرائم الوحشيّة التي يرتكبها
اليهود ضدّ الأبرياء في فلسطين وغيرها، ليس شيئًا جديدًا ولاَغريبًا بل هو عقيدة
ثابتة عندهم، تنُصّ عليها تعاليم دينهم المحَرَّف وتُشجِّع عليها. وتناولت الخطبةُ
الثالثة موضوعَ "رعاية الحقوق الإنسانيّة في حياة النبيّ – صلى الله
عليه وسلم
–"
وقالت : إنّ بعثة النبيّ صلى الله عليه وسلم رحمة
للعالمين، واستعرض الموضوعَ بالدلائل والمستندات التاريخيّة.
كما أن البرنامج كان يضمن محادثتين تُماسّان الحياةَ، أولاهما
كانت حول "قضيّة فلسطين في ضوء التاريخ والواقع" وقد جلّى الحوارُ حقيقةَ أنّ الحكومة الإسرائيليّة من خلال
قصف القُرٰى والمُدُن الفلسطينيّة، ومُواصَلة الهجمات ضدّها تستهدِف القضاءَ
على كيان المسلمين من خريطة العالم بصفة عامّة ومن تلك الديار بصفة خاصّة. أمّا
المحادثة الثانية: فكانت حول موضوع "دورعلماء ديوبند في تحرير الهند" وعرضت المواقف المحمودة لعلماء ديوبند وخدماتهم المشكورة
في شأن تحرير البلاد. وقالت: لولا جهود هؤلاء العلماء لَما تحرّرت الهند. وكلّ من
المحادثتين كسب إعجاب الناظرين، وما زالوا مشدوهي الانتباه إلى البرنامج الذي
تخلّلته أناشيد عربيّة مُشجية متّعَت الحضورَ، وملأتهم إعجابًا وسرورًا .
وختامًا
تحدّث إلى الحضور رئيس الاحتفال الموَقّر – حفظه الله – وزوّد الطّلاّب بكلماته
الناجعة العلميّة والتربويّة. كما أنّ سماحته أشاد بالبرنامج قائلاً: إنّ هذا
البرنامج كان مفيدًا للغاية، وإنّه بحسن تنسيقه وغزارة مادته فاقتِ البرامجَ
السابقة في أعوام مَضتْ.
وانتهى
الاحتفال في تمام الساعة الواحدة ليلاً، وعاد الحضور يُردّدون كلمات الثناء
والتقدير، فالحمد لله علىٰ ذلك .
مجلة
الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . جمادى الثانية 1429هـ =
يونيو 2008م ، العـدد : 6 ، السنـة : 32.